http://www.youtube.com/watch?v=N9pkoPXIH1M&feature=player_embedded
أنشأها 2 من رجال الأعمال المنتمين للجماعة تحت شعار «السياحة الحلال» أطلق رجلا الأعمال على شركتهما اسم «شركة شوق للسياحة الإسلامية»، وكلمة إسلامية هنا لا تعنى زيارة الأماكن السياحية الدينية، أو المزارات الإسلامية المتعارف عليها، بل ترمز لتقديمها نوعاً خاصاً من السياحة، وفق شروط محددة لنوع خاص من الزبائن، إضافة إلى أن الشركة لن يكون مقبولاً أن يكون من بين زبائنها من هو غير ملتزم دينياً.
وتدعو الشركة زبائنها للسياحة من خلال برامجها المختلفة التى تتفق مع ضوابط الشريعة الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامى، وتحمل دعاية الشركة شعارات مثل «سنحيا ولا نغضب ربنا»، «نحن نقدم لك السياحة الشاطئية والثقافية، والترفيهية، والصحراوية بمفهوم جديد»، وتفخر الشركة بأنها الوحيدة فى مصر التى لا تقبل من بين زبائنها سيدات، أو فتيات غير محجبات على الأقل، والأفضل أن يكن منتقبات.
«الوطن» اتصلت بصاحب الشركة الذى قال إنها ملك له ولشريك آخر، رافضاً إعطاء المزيد من التفاصيل، أو الحديث للإعلام عن الشركة ونشاطها فى الفترة الحالية؛ مبرراً ذلك بالوضع السياسى فى البلد فى هذه المرحلة، مكتفياً بقوله «أعتذر عن الحديث بخصوص الشركة فى هذه الفترة خاصة أن الرئيس مرسى، والإخوان المسلمين يتعرضون لهجوم شديد»، وأشار إلى أن نشاط الشركة هو الأول من نوعه، وأنهم يتعرضون لهجوم كبير على شبكة الإنترنت، لكنهم مستمرون فى العمل بما لا يخالف شرع الله، مفضلاً إنهاء الحديث عند هذا الحد.
صاحب الشركة: لن أتكلم لأن الإخوان يتعرضون للهجوم ونحن مستمرون بما لا يخالف شرع الله وتذكر شركة «شوق» فى برامجها وأوراقها الدعائية، أن السياحة الحلال هى المنهج الذى تبنته كأول شركة سياحية تعمل تحت شعار «رحلات ترفيهية بضوابط شرعية»، وتدلل لزبائنها على هذه الضوابط من خلال عدة بنود تروج لها، كالتعامل مع مجموعة خاصة من الفنادق، والمنشآت السياحية بطريقة أن تأخذ «المكان من بابه»، بمعنى أنها تؤجر الفندق أو القرية السياحية بالكامل لصالح عملائها كى تضمن لهم حرية الحركة، وعدم التقيد بسبب وجود نزلاء أجانب أو مصريين غير ملتزمين دينياً، على حسب وصفها، إضافة إلى أنها تضع شروطاً خاصة بها لعملائها، بما أنها تؤجر المكان بأكمله، وهى الشروط التى لا تتوافق مع الشروط العامة للمنشآت السياحية مثل ارتداء الملابس الخاصة بارتياد الشواطئ وحمامات السباحة والنوادى الصحية، كما تتحكم الشركة فى توقيتات الدخول إلى هذه الأماكن، وفقاً للنصوص الشرعية، حيث تعمل على التفريق ما بين الرجال والنساء فى هذه الأماكن من خلال تخصيص وقت محدد لكل منهما على حدة حسب قواعد الشركة.
كما تضع الشركة شروطاً لوجود النساء، أولها أن يكن محجبات على أقل تقدير، وأن يكون معهن محرم (أب، زوج، أخ) بمعنى آخر أن يكن ضمن عائلة ولسن بمفردهن، على الرغم من أن الحديث هنا عن سياحة داخلية، وليست خارجية، حيث تشير الشركة إلى حرصها التام على تطبيق شرع الله فى رحلاتها.
وتظهر فى الموقع، صورة لسيدة منتقبة تركب الجيت سكى فى عمق البحر وهى ترتدى النقاب، بينما تجلس أخريات على شواطئ البحر بالعباءات السوداء، أما الرجال فقد فضلوا أن يسبحوا فى حمام السباحة بالتى شيرتات والبنطلونات، على الرغم من أن حمام السباحة مخصص للرجال فقط!
وتجد صوراً أخرى لسيدات منتقبات يرتدين قفازات اليد «الجوانتى» وهن يجلسن على الشاطئ ويلعبن فى الرمال.
واستخدمت الشركة موقع التواصل الاجتماعى الـ«فيس بوك» لنشر الدعاية، حيث حملت الشركة العديد من الفيديوهات المصورة لزبائنها فى المنتجعات السياحية التى تنظم الشركة رحلات سياحية لها، تحت عنوان «شركة شوق - رائدة السياحة الإسلامية فى مصر» وفيها يظهر مجموعة من الرجال الملتحين يلعبون البنج بونج ويرتدون الجلباب الأبيض وطاقية الرأس البيضاء.. وآخرون ينزلون حمام السباحة بالتى شيرتات ويلعبون كرة الماء به! أما البنانة بوت (أحد الألعاب المائية المعروفة) فستجد عليها وجهاً ذا ذقن كبير ومن ورائه جلباب أسود ونقاب وأطفال صغار! وفى نهاية الفيديو كتب القائمون على الشركة «شركة شوق للسياحة الحلال فى مصر».
وفى فيديو آخر تستعرض سيدة منتقبة مهارتها فى قيادة الجت سكى فى عمق البحر تحت عنوان «قوة الأداء»!! ليحصد 28 لايك و20 كومنت.
واستبدلت شركة شوق السياحية السهرات الغنائية والحفلات الموسيقية التى عادة ما تكون فى نهاية اليوم السياحى بندوات ثقافية وعلمية ودينية تقدم للعملاء كل مساء.
وتؤكد الشركة فى برامجها على الحرص التام على إقامة الصلاة فى مواعيدها، واعلاء الأذان فى المكان السياحى مع الحرص على توفير أماكن للصلاة لكل من الرجال والنساء على حد سواء.
وتوجه الشركة رسالة إلى زبائنها، مفادها أن السياحة الحلال هى ما يقوم بها السائح، بنية التأمل فى عظمة الله وفى كونه وخلقه، وبقصد تقوية البدن، وتنشيط النفس، وتشجيع الأولاد على العبادة، ومداومة العمل الصالح، وفعل الخير، وأداء مختلف الواجبات الشرعية والدنيوية، فإنه مأجور ومشكور على كل ذلك، أما إذا فعلها بنية الفساد والمخالفة الشرعية وغير ذلك، فلا شك فى أنه آثم ومذنب والعياذ بالله، وذلك تحت قاعدة (دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح)، فإذا علم السائح أنه سيرتكب بعض الذنوب، وسيقع فى بعض المحظورات أو فى طرقها، فلا تردد فى ترك السياحة، وإن كان يغلب على ظنه أنه سيجلب بعض المصالح، كمصلحة تقوية البدن وتنشيطه، ومصلحة التعارف مع أناس آخرين ودعوتهم، ومصلحة جلب بعض الأمتعة الخاصة، فدرء المفاسد مُقدم على جلب المصالح.. لهذا تساعد الشركة السائح المصرى والعربى المسلم كذلك على أداء فعل السياحة وفقاً للشريعة الإسلامية من خلال التقيد بمنهج الشرع وتوجيهاته وأدلته، وعدم ترك واجب دينى، كإقامة صلاة، وأداء زكاة، وإسداء نصحٍ.
وتقول الشركة، إن سياحتها الحلال تتمثل فى تنظيم رحلات عائلية تتلاءم مع التقاليد الشرقية والثقافة المصرية، ولا تتنافى مع تعاليم الشريعة، وأنها تتعامل مع عدد كبير من الفنادق التى تقدم الأطعمة (الحلال) المذبوحة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، والخالية من أى مواد يحرِّمها الإسلام، كلحوم الخنزير والكحوليات، كما تحرص أيضاً على توفير بدائل للسيدات من حمامات سباحة مغطاة أو أماكن مخصصة للسيدات فقط. وبما أن مصر تمتلك الكثير من المقومات المختلفة، التى تميزها عن معظم دول العالم، لذلك نحرص فى هذه الرحلات على أن نكتشف الأماكن السياحية المختلفة فى مصر، وذلك فى إطار عائلى محافظ.
فالشركة تؤمن بحسب موقعها بأنه من حق كل مسلم حريص على التمسك بتعاليم دينه أن يسافر مع أسرته إلى أشهر المدن السياحية فى مصر، وأن يستمتع بروعة المكان وجماله دون أن يشعر بقيد أو حرج، وتضيف الشركة على موقعها: «لكى نصل إلى هذا الهدف كان علينا أن نبتكر نوعاً جديداً من السياحة نقدم فيه كل وسائل المتعة والترفيه ولكن بضوابط شرعية، حيث تقدم للعميل خدمات حجوزات الفنادق للأفراد والجماعات فى فنادق شرم الشيخ، والغردقة، والعين السخنة، ورأس سدر وفايد، والإسماعلية، وبورسعيد، والإسكندرية والساحل الشمالى ومرسى مطروح، ومرسى علم، ودهب، وطابا وأماكن أخرى.
صفحة الشركة على موقع التواصل الاجتماعى الـ«فيس بوك» لم تسلم من تعليقات تستنكر ما تروج له الشركة تحت شعار «السياحة الحلال» حيث علق أحدهم على صورة السيدة المنتقبة التى تقود الجت سكى ومعها ابنتها قائلاً «السياحة اتضربت فى العين السخنة يا رجالة»، فرد عليه أدمن الصفحة منفعلاً «على أساس إنها فى تل أبيب؟؟»، بينما يستغرب آخر «إنتوا بتهرجوا؟؟ طيب لما النقاب يطير ويغطى عنيها، هتشوف إزاى»، لتشتعل الردود العنيفة لاحقاً على هذا التعليق تتهم كل من لا تعجبه الصورة بأنه ضد الدين وضد الإسلام.
بينما سألت إحدى الفتيات «أنا فتاة ملتزمة دينياً، لكنى لست محجبة، فهل لى مكان عندكم فى أى رحلة؟» فقال لها آدمن الصفحة «اللى مش محجبات الدنيا كلها تحت أمرهم دلوقتى، لكن لما يتحجبوا مش هيكون عندهم غير شركة واحدة بس تقدم ليهم الخدمة دى بس».
ويتهم أحد المستخدمين الشركة فى تعليقه، بأنها لم تكتف بإثارة النعرات الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، بل تصنف المسلمين منهم وتقسمهم إلى محجبات وغير محجبات، ويضيف المشارك: «الشركة تعتبر كل من هى غير محجبة أنها غير ملتزمة دينياً، وليس من حقها أن تكون زبونة فى هذه الشركة مع أنها ستدفع أموالاً مقابل هذه الرحلات!»
وعلى الرغم من أن الصفحة الرسمية للشركة تعدى عدد أعضائها 7000 عضو، لكن هناك العديد من المصريين لا يستوعبون مظهر النساء والفتيات فى الصور، ويتساءل بعضهم إن كن منتقبات لماذا إذن يلتقطن الصور؟ وما فائدتها؟ وتعجبت إحداهن قائلة «هى دى شركة سياحية متدينة يعنى ولا إيه؟» فرد عليها آدمن الصفحة قائلاً «هى الصين لما بتصنع فوانيس رمضان بتصلى ركعتين الأول؟»، بينما حملت تعليقات كثيرة تساؤلات مثل: «إيه ده؟؟ إحنا فين؟؟ السعودية دى؟».. بينما قال أحد المعلقين على صورة أخرى لعملاء شركة السياحة الإسلامية وهو فى حمام السباحة «إوعى دقنك تتبل»!!
وتعتمد الشركة فى دعوة زبائنها على شعار «الصحبة الصالحة سر نجاحنا» باعتبارها طريقاً للتعرف على المسلمين، وعلى همومهم، وأحوالهم، وأوضاعهم، ولتمكين الصلة بهم، وتحقيق معنى الأخوة العامة، المدعو إليها فى القرآن العظيم، فى قوله تعالى «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم» وهو ما علق عليه أحد العملاء الذين سبق أن تعاملوا مع الشركة قائلاً: «أيوه عجبنى مستوى الفندق 5 نجوم والصحبة الحسنة»، وآخر قال إن اختيار الأماكن كان رائعاً، وآخر قال: «زوجتى والأطفال اتبسطوا جداً بالمكان والطعام».
أما أشهر الأماكن التى توفر الشركة لها رحلات خاصة، فهى قرية «كانكون السخنة - مركب نايل ستورى فى المعادى، منتجع مراسى أعمار دبى فى الساحل الشمالى، فندق العلمين بالساحل الشمالى، الغردقة، مرسى علم، منتجع السليمانية بطريق مصر إسكندرية الصحراوى» وغيرها من الأماكن كدهب، طابا، مرسى مطروح، رأس سدر، فايد الإسماعيلية، بورسعيد، الإسكندرية، وتنفذ الشركة رحلات داخلية متنوعة ما بين سياحة شاطئية، سياحة نيلية، سياحة سفارى، سياحة تاريخية، إضافة إلى رحلات الحج والعمرة.
الشركة التى خرجت للنور بتاريخ 17 أبريل 2012 تشير إلى أن السياحة فى شرع الله أمر مستحب؛ كونها نشاطاً إنسانياً مهماً، لكنها فى ذات الوقت يجب ألا تكون بها تجاوزات أخلاقية، ويجب أن تتقيد كذلك بالتعاليم والأدلة الشرعية فى السياحة، وألا نفوت فرضاً دينياً ولا واجباً دنيوياً، وألا تكون السياحة طريقاً لارتكاب محظور أو مبغوض.
هذا ويتوافق توجه شركة شوق برحلاتها الإسلامية الحلال كما تروج لنفسها، مع الدعاوى الإسلامية الكثيرة التى طالبت بوضع ضوابط شرعية للسياحة فى مصر التى تعد من موارد الدخل القومى للبلاد ويعمل فيها ملايين المصريين.. خاصة مع التصريحات السابقة لسعد الكتاتنى حينما كان أميناً عاماً لحزب الحرية والعدالة قبل أن يتولى رئاسة مجلس الشعب، حيث قال وقتها «إننا بلد متدين وإن السياحة الشاطئية وارتداء البيكنى والمايوه يجب ألا يكون فى الشواطئ العامة حتى نحمى أبناءنا من الفتنة»، فيما شدد وقتها كذلك عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين ومفتى الجماعة قائلاً «يجب تنظيم السياحة فى بلدنا بما يتناسب مع قيمنا الأخلاقية وتقاليدنا الدينية»، وهو الأمر الذى حذر منه العاملون فى قطاع السياحة مراراً، خاصة مع فشل تجارب مماثلة لنظم حكم دينى متشدد كإيران التى تفرض قيوداً صارمة على ارتداء النساء لملابس البحر، وكذا حكم طالبان الذى هدم تمثال بوذا فى أفغانستان عند توليه الحكم منذ ما يزيد على 11 عاماً.