Common search

Monday, July 30, 2012

سجن رومانسي يطل على نهر ومقهى وملهى ومسبح ومرقص ليلي في النمسا .. شاهد الصور

سجن رومانسي يطل على نهر ومقهى وملهى ومسبح ومرقص ليلي في النمسا .. شاهد الصورسجن رومانسي يطل على نهر ومقهى وملهى ومسبح ومرقص ليلي في النمسا .. شاهد الصور


تكان الجو مشمسا عندما غادرت فندق "بيرن" أي "الدببة" وسط مدينة "فيلدكيرخ" في إقليم "فورال بيرغ" غربي النمسا, في طريقي إلى قرية "كلاوس" الجبلية الجميلة القريبة من المدينة وذلك بعد ساعات قلائل من وصولي للمدينة. لم يحالفني الحظ في دخول القرية بسبب إغلاق الشارع العام الذي تجري فيه حفريات بلدية من أجل تطوير البنية التحتية في القرية

نزلت من الباص المكيّف على مقربة من "كلاوس" وسرت برفقة زوجي في الشارع العام المنظم والنظيف, أستنشق راوئح الورود الجميلة المتفتحة التي تزين مداخل المنازل

 كل شىء من حولي كان يوحي بالجمال والهدوء والسكينة

الطقس المعتدل الحرارة, والطبيعة الخضراء المزهرة الخلابة

النظافة والهدوء, المنازل المشيدة بطريقة لا تخلو من الفن المعماري الهندسي الجميل

الورود المتفتحة ونسمات الهواء العليل القادمة من قمم جبال الألب وفورال بيرج

كل شىء من حولي في غاية الروعة والجمال

ومع هذا عدنا أدراجنا إلى حيث نقيم في فندق "بيرن" في فيلدكيرخ الحافلة التي أقلتنا كانت مكتظة في الركاب, رغم أنني لم أشاهد شخصا واحدا يسير في الشارع العام

الناس في المدن والبلدات النمساوية الهادئة, لا يغادرون منازلهم إلى المحطة, سوى بدقائق معدودة قبيل وصول مواصلات النقل العام, التي تصل في الموعد المحدد دون تأخير

الجميع كان متوجها إلى فيلدكيرخ للمشاركة في حفلة تقليدية ورثوها عن أجدادهم المزارعين. وهي تقام في شهر تموز إحتفالا في "النبيذ" الذي يعتبر أحد أهم مصادر دخل المواطنين في الزمان القديم والحاضر

في وسط المدينة "فيلدكيرخ" سرت على جانب نهر "إل" الجميل القادم من جبال "سيلفريتا", والواقع ما بين الوديان السحيقة التي تحتضنها جبال مرتفعة. أحترت في أمري هل أنظر إلى يساري حيث نهر "إل" الجميل الذي تنعكس ظلال الإشجار الخضراء في مياهه الجارية فتبدو في حلة ملونة جميلة؟؟؟ أم أنظر الي يميني حيث الفن المعماري القديم يزين محكمة العدل التي شيدت عام 1905؟؟ أم أستكمل طريقي إلى حيث يحتفل النمساويون في النبيذ؟؟؟

وبعفوية, أستوقفني الفن المعماري لمبنى محكمة العدل التي كتب عليها في اللغة الألمانية: محكمة العدل, شيدت في عهد حكومة كايزر فرانس جوزف الأول عام 1905

وقد لفتت نظري اسلاك شائكة تحيط الجدار في يسار مبنى المحكمة.  وبسهولة عرفت ان الأسلاك الشائكة تحيط  في سجن المحكمة الذي يودع فيه النزلاء بعد النطق عليهم في الحكم وإدانتهم, وربما يودع في السجن في حالات خاصة قبيل المحاكمة, بعض السجناء على ذمة التحقيق

ولكن في كل الأحوال لا يوجد في السجون النمساوية سجون إدارية يودع فيها المفكرين والسياسيين, كما هو الحال لدينا في ظل الأحتلال الصهيوني, وأيضا في سجون الضفة الغربية وقطاع غزة, حيث يقبع العديد من مناضلينا السياسيين في السجون لأسباب سياسية؟؟؟

دققت النظر في السجن حتى نسيت جمال الطبيعة ونهر "إل". نسيت الجبال والوديان والعشاق المتوقفين على الجسر تتشابك أياديهم وهم يتجاذبون أطراف الحديث والقبلات

 سألت نفسي: ما الفرق بين السجون الصهيونية الإسرائيلية التي يودع فيها المناضلون الفلسطينيون وسجن فورال بيرغ؟؟؟ بألتأكيد لا يوجد هناك وجه للشبه أو المقارنة

وبدأت أدقق النظر, وأحملق في السجن النمساوي غير آبهة في كاميرات التصوير. النوافذ مفتوحة, والأضواء منارة, وبسهولة أشاهد السجناء يتحركون في السجن ويستنشقون الهواء العليل

يا إلهي: أنظر هنا؟؟؟ موسيقي ومقهى ثقافي "كولتور كافي" خلف الأسلاك الشائكة تماما!!؟؟؟ الفاصل بين السجناء والمقهى جدار السجن القصير غير المرتفع تعلوه أسلاك شائكة على إرتفاع نصف متر

وهناك مرقص ومسبح "بول بار"؟؟؟ وصالة ثقافية!!؟؟؟ والفاصل بينه وبين السجن حديقة خضراء مزهرة؟؟؟

هناك تقام حفلة النبيذ للخاصة في فورال بيرغ في مرقص وملهى وقاعة "بول بار" - واقصد بالخاصة - رجال السياسة والوزراء والحكومة التي ربما يجلس بينهم وزير العدل والقضاة في هذه المحكمة. إنهم يحتفلون على بعد عشرات الأمتار من نوافذ السجن والنزلاء السجناء؟؟؟

يا إلهي, هؤلاء الخاصة يسلكون الطريق إلى قاعة الأحتفال من خلف جدران ونوافذ السجن التي ينظر منها السجناء؟؟؟

أنظر - هناك خلف الأسلاك الشائكة, والنوافذ المفتوحة سجناء, وهنا – وعلى بعد أمتار منهم, وامام عيونهم موسيقى صاخبة وغناء, ورقص, وكافي, ونبيذ وعصائر وفطائر, وأيادي تتشابك وقبلات؟؟؟ وهناك نهر "إل" وأقفال المحبة والزواج تعلق على حافتي الجسر؟؟؟ فهل هذا عدل أم ظلم؟؟؟ هل هذا سجن أم مكان رومانسي؟؟؟

بالتاكيد - السجن دوما سجن, حتى وإن وقع وسط مقومات الجمال والرومانسية والطبيعة الخلابة. بالتاكيد يتعذب السجناء  وهم يشاهدون الآخرين أحرارا يشربون ويرقصون ويحتفلون - وفي إعتقادي هذا ليس عدلا

في فلسطين المحتلة – حيفا ويافا والرملة , ورام الله والقدس والخليل ... حتى الطير الطاير لا يرى نوافذ السجن والسجناء,  سجوننا قواعد عسكرية حربية صهيونية في صحراء قاحلة تتكاثر فيها العقارب المميتة, والكلاب المسعورة

وفيها جنود مدججين في الأسلحة والقنابل وجميع أدوات القتال والدمار حتى الكيماوية

في سجوننا قمل وديدان, وعصافير بشرية, وجلادين, وقتلة, ومخابرات. وحتى "الفورة" التي يخرج فيها المساجين من زنازين الإعتقال بعض الوقت, لا يمكنهم فيها مشاهدة إنس ولا جان سوى بنادق السجان وألأسوار المرتفعة , والكاميرات و .... بالتاكيد هذا السجن الذي أقف أمامه ليس سجنا بل متنزها مقارنة في سجون الإحتلال الصهيوني

صورت السجن من خلف زجاج مقهى "كولتور", وملهى ومرقص "بول" ممن فوق جسر نهر "إل", مع اقفال الأحبة والعشاق. وصورت الغناء والرقص, وهدت أدراجي مئات الأمتار إلى قلب المدينة

هناك يحتفل - العامة - من أهالي فوال بيرغ في ساحة مدينة فيلدكيرخ

لم يترك المحتفلون مكانا يطأ فيه الواحد الأرض بقدميه

الجميع مشغول في الحديث والضحك وتناول الطعام, بطاطس ولحم بقر وخنزير وخروف ودجاج مشوي, ونقاتق, ولحوم مجففة, ومكسرات, حلويات وشراب, كل يختار على هواه وحيب رغبته

لقد أفسح الجمهور المجال أمامي من أجل إختراق صفوفه حتى الوصول إلى المقدمة والفرقة الموسيقية

في النمسا, دوما يحظى حامل الكاميرا في معاملة خاصة. هكذا هم النمساويون - يقدرون الصورة والكلمة والرسالة الموجهة للراي العام

































.

Powered By Blogger

Search This Blog